تعريفها:

 عُنِي علماء الإِسلام بعلم التجويد عنايةً عظيمةً، وألَّفوا فيه من الكتب ما لا يُحصَى، ونَظَموا من المنظومات ما لا تُحصَر.

   ومنظومات علم التجويد هي صياغة الأحكام التجويدية والمباحث المتعلقة بها، والتي بها يُعرف النطق الصحيح لمخارج الحروف العربية وصفاتها، بأبيات شعرية موزونة، تجمع بين سهولة النطق وجمال العبارة، وبين إيجاز الألفاظ، وكثرة المعاني؛ لتسهيل الحفظ، وسرعةُ الاستحضارِ، وضبط الأحكام، وغالبًا ما تكون أبيات المنظومات من بَحر الرَّجَز.

أهميتها:

  • النظم أسهل حِفظًا من النَّثر في العموم، وكما قيل: (مَن حَفِظَ الـمُتون حازَ الفُنون).
  • التنويع، فالنظم لون من ألوان التأليف العلمي.
  • التجديد في عرض الأحكام التجويدية على شكل أبيات شعرية.
  • حفظ المنظومات يُقوي الذاكرة، وينمِّي الذكاء، ويَحفظ الوقت، ويُعين على تفوُّق وتَميُّز الحافظ على أقرانه إذا جَمَع بين الحفظ والفَهم، كما قال صاحب الرحبية: (فَاحْفَظْ فَكُلُّ حَافِظٍ إِمَامُ).
  • تشحذ الهمَّة في طلب علم التجويد وتزيد الإقبال إتقان كلام الله تعالى.
  • المنظومات تُحَقِّق التدرُّج في طلب العلم، فيبدأُ الحافظ بحفظ صِغارها قبل كِبارها.
  • المنظومات تقصِّر المسافات الزمنية لطالب العلم؛ إذ تَجمع مهماتِ مسائل العلم في نظمٍ سهلٍ ميسرٍ.
  • تُيَسِّر حفظ المسائل والأحكام على الحفاظ.

     أشهر منظومات علم التجويد:

  النظم في علم التجويد لم ينقطع منذ ظهور مؤلَّفاته الأولى في القرن الرابع الهجري، حتى وقتنا الحاضر، وهذه ظاهرة توضِّح مقدار ارتباط المسلمين بالقرآن العظيم وحرصهم على تجويد حروفه وإتقان النطق بألفاظه. ومن أشهر المنظومات في علم التجويد هي كالآتي: 

  • “قصيدة أبي مزاحم الخاقاني في حُسن الأداء”، لأبي مزاحم الخاقاني البغدادي (ت 325هـ)، قال عنه الإمام ابن الجزري: “إمام مقرئ مجود مُحَدِّث أصيل ثقة سُنيِّ، وهو أول من صنَّف في التجويد، وقصيدته الرائية مشهورة، شرحها أبو عمرو الداني، تقع في (51) بيتًا.
  • “عُمْدة المفيد، وعُدَّة الْمُجيد، في معرفة التّجويد”، لأبي الحسنِ عليِّ بن محمَّدِ بن عبد الصّمدِ السّخاويِّ (ت 643هـ)، تلميذِ الإمام الشّاطبيِّ المقرئ، والمنظومةَ في جريِها على تجويدِ اللّفظِ بالقرآنِ،وتصحيحِ التّلاوةِ، والتّنبيهِ على الأخطاءِ التي يقعُ فيها التَّالون لكتاب الله تعالى، تقع في (64) بيتًا.
  • “عقود الجمان في تجويد القرآن” لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (732هـ)، وتمتاز هذه المنظومة بأنها أطول منظومة في علم التجويد إذ وقعت في (825) بيتًا، كما أنها أكثرها استيعابًا لمسائله وقضاياه.
  • “الواضحة في تجويد الفاتحة” لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (732هـ)،وهي منظومة قصيرة، دالية القافية، تقع في (22) بيتًا، وتعالج أحكام تجويد سورة الفاتحة، وتسمى أيضًا: (القيود الواضحة في تجويد الفاتحة) ورغم قِصَرها إلا أنها مهمة، لأهمية موضوع تجويد سورة الفاتحة، وبسبب أهميتها فقد اعتنى بها العلماء، وقام عدد منهم بشرحها.
  • “المقدِّمة فيما يَجب على قارئ القرآن أنْ يَعلَمه”المشهورة بـ (الجزرية) لأبي الخير محمد ابن الجزري (ت 833هـ) وهي من أشهر منظومات في علم التجويد في العصور المتأخرة، وأكثرها تداولاً، كما أنها تُرجمت إلى بعض لغات المسلمين الأخرى، تقع في (109) أبيات.
  • “المفيد في التجويد”لِلإِمامِ الْمُقرِئِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَدْرِ الدِّينِ الطِّيبِيِّ
    (ت 979هـ)،
    وهي منظومةٌ من بحر الرَّجَزِ، تقع في (193) بيتاً.
  • “تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن” للعلامة سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري (ت 1208هـ)، وتشتمل المنظومة على أحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم والنون المشددتين، وأحكام الميم الساكنة، وأحكام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين، وأحكام لام التعريف ولام الفعل، وأحكام المدود. تقع في (61) بيتاً.
  • “السلسبيل الشافي في أحكام التجويد الوافي” للشيخ عثمان بن سليمان مراد (ت 1382هـ)، تقع المنظومة في (265) بيتاً.
  • “هداية الصبيان في تجويد القرآن” للشيخ سعيد بن سعد بن نبهان (ت 1354هـ) تقع في (40) بيتاً.
  • “لآلئ البيان في تجويد القرآن” للشيخ إبراهيم بن علي شحاثة السَّمنُّودي (ت 1429هـ) تقع المنظومة في (201) بيتاً.
 
 

 

طلب تسجيل عضوية

ارسل لنا رسالة

استبيان قياس الرضا

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك أثناء التصفح